أخر الأخبار

الدكتور أيمن الغندور يكتب: فلسطين فى بؤرة اهتمامات القيادة السياسية

الدكتور أيمن الغندور
الدكتور أيمن الغندور


تقع القضية الفلسطينية فى بؤرة اهتمامات القيادة السياسية المصرية ، فمع زيادة التوترات وتصاعد العدوان الإسرائيلى على المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الصلاة فيه والاعتداء عليهم ، وقتل واعتقال الجيش والشرطة الإسرائيليلة للمدنيين فى الضفة الغربية، ودعم الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين وتسليحهم ومباركة وعدم إدانة العنف الممنهج والقتل الذى يمارسونه يوميا ضد سكان الضفة الغربية، حذر الرئيس السيسى من خطورة هذه الأفعال وأنها ستؤدى إلى انفجار الموقف ليس فى الأراضى الفلسطينية فقط؛ بل فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ونتيجة لتردى الأوضاع وما يتعرض له الفلسطينيون فى الأراضى المحتلة، وعدم وجود أفق سياسى لحل القضية الفلسطينية، نتيجة تملص وتعنت الحكومات اليمينية الإسرائليلة المتعاقبة بقيادة نيتنياهو ، وزيادة الاستيطان ومصادرة الأراضى على نحو يفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها ويجعل حل الدولتين ضربا من الخيال عبر خلق واقع على الأرض يجعل من المستحيل تطبيق حل الدولتين ، وسعى إسرائيل إلى عقد اتفاقيات سلام ثنائية مع الدول العربية وإفراغ المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية من مضمونها ؛ قامت الفصائل الفسطينية فى 7 أكتوبر الماضى بشن هجمات على جيش الاحتلال وشرطته واحتجزت بعض المدنيين ؛ مما دفع إسرائيل ووجدت فيه فرصة سانحة لتنفيذ مخطط قديم حديث لتفريغ الأراضى المحتلة من سكانها عبر سياسة الأرض المحروقة وجعل الأراضى الفسطينية غير قابلة للعيش فيها، عبر القتل والعنف ضد الفلسطينين فى الضفة، وارتكاب المجازر وتدمير قطاع غزة كليا ، فبدعوى تحرير المحتجزين والقضاء على قدرات حماس والجهاد العسكرية دمرت إسرائيل الحجر والشجر وكل وسائل الحياة من ماء وكهرباء وطاقة وحقول وبساتين، فضلا عن آلاف القتلى والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال .

ومنذ لحظة العدوان الإسرائيلى على غزة أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على ضرورة وقف إطلاق النار ، والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية الضرورية لحياة سكان غزة ، ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو الضفة الغربية إلى الإردن.

فقال الرئيس السيسى فى مناسبات عديدة ومؤتمرات القمة العربية واللقاءات الثنائية والاتصالات التليفونية مع الزعماء والقادة العرب والأجانب: (تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر ولن نسمح به) فرسم السيسى خطاً أحمراً لجيش وحكومة الاحتلال لا يمكن تجاوزه ، وأن الدولة المصرية لن تسمح بتجاوز هذا الخط الأحمر بحسبانه تصفية للقضية الفلسطينية – قضية العرب الأولى – عبر تفريغ قطاع غزة من سكانه وتهجير سكان الضفة إلى الإردن، مما تصبح معه الدولة الفلسطينية عند إعلان قيامها والاعتراف بها دولة بلا شعب، ومن ثم لا مجال للقول بقيام دولة فلسطينية بلا شعب، وبذلك يكون تم تصفية القضية الفلسطينية نهائيا والتهام كامل الأراضى الفلسطينية من قبل دولة الاحتلال ، كما أن تهجير سكان غزة إلى سيناء يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومى المصرى لن تسمح الدولة المصرية به.

كما أن رفض الرئيس السيسى القاطع لمنع خروج أى أجنبى من قطاع غزة مهما كانت جنسيته إلا بعد سماح إسرائيل بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، مثل الدعم الأكبر وشريان الحياة لسكان قطاع غزة ، بعد أن جفت عروقهم من الجوع والمرض والبرد والخوف، فشكل ذلك نقطة الضغط الأساسية على إسرائيل والدول الغربية لفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية التي كانت ترفض إسرائيل دخولها.

 كما أن الرئيس السيسى وجه بتوجيه قوافل مواد الإغاثة من غذاء وكساء وماء وخيام وعلاج  والسولار والبنزين إلى قطاع غزة فور وقوع العدوان الإسرائيلي مباشرة دعما للأشقاء الفلسطينيين .

ولم يترك الرئيس السيسى أى مناسبة إقليمية أو دولية أو محلية أو لقاء على أى مستوى إلا وأكد على الثوابت المصرية لحل القضية الفلسطينية المتمثلة فى حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية على حدود 4 يونيه يونيه 1967 ، كما بادر الرئيس السيسى إلى عقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، بُغية التأكيد على ثوابت الموقف المصرى من العدوان والتهجير القسرى للفلسطينيين، والحصول على إقرار دولى برفض العدوان، وضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، فضلاَ عن مشاركة مصر فى القمة العربية الإسلامية بفاعلية وحيوية، والتى اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصرى بصفة عامة.

كما عقدت مصر مؤتمر "تحيا مصر...تحيا فلسطين "بإستاد القاهرة لدعم فلسطين والذى شهد حضور جماهيرى كبير جدا من مختلف فئات الشعب المصرى قال الرئيس السيسى: " الحرب ضد غزة وصمة عار على جبين الإنسانية.. مصر هى الأساس فى دعم نضال شعب فلسطين بحكم التاريخ والجغرافيا." . كما قال أيضاً : " منذ الحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم فى القرار، والمرونة فى التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة، وقد تشكلت خلية إدارة أزمة من كافة مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسى وعلى مدار الساعة." 

 وتابع الرئيس السيسى: "لقد كان قرارى حاسما، وهو ذاته قرار مصر - دولة وشعبا - بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء فى فلسطين، وفى ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ فى وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى على مدار سبعة عقود وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هى الأساس، فى دعم نضال الشعب الفلسطينى الشقيق".

وفى الكلمة التى ألقاها السيسى عقب إعلان فوزه برئاسة الجمهورية حيث قال : " أتحدث إليكم اليوم.. وقد غمرتنى السعادة بمشهد اصطفافكم وانخراطكم في صفوف الناخبين في الاستحقاق الانتخابى الرئاسى وهو ما يعد دلالة واضحة لكل متابع في الداخل أو في الخارج بحيوية وفاعلية المجتمع المصرى بكافة أطيافه وفئاته، ويؤكد على أن إرادة المصريين نافذة بصوت كل مصرى ومصرية. ذلك المشهد الذي تابعته عن كثب ويدفعنى لأن أعبر عن عظيم تقديرى وامتنانى لكل المصريين الذين شاركوا في هذا الحدث المهم، في هذا الظرف الدقيق، والذى تواجه فيه الدولة حزمة من التحديات على كافة المستويات، يأتى في مقدمتها تلك الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية والتى تستدعى استنفار كل جهودنا للحيلولة دون استمرارها بكل ما تمثله من تهديد للأمن القومى المصرى بشكل خاص، وللقضـية الفلسـطينية بشـكل عام، وكأن اصطفاف المصريين كان تصويتا للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم لهذه الحرب غير الإنسانية وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة رئاسية".

ترشيحاتنا